من نافلة القول التأكيد على أنه عندما تتسع الخبرات
الغذائية، والحاسة الذوقية لطلاب المدارس، فإنّ السلوك الغذائي لديهم سيجنبهم الكثير من الأمراض، علاوة على الوعي بطريقة تناول الغذاء أو ما يتعارف عليه عن خبراء الأغذية بالثقافة الغذائية.
طلاب الأساس والثانوي يقضون نصف النهار في مدارسهم، وعليه يتم تغطية بعض احتياجاتهم الغذائية في المدرسة، ونجد في كل دولة تحترم طلابها دليلاً غذائيًا توضح فيه الأغذية كمًا ونوعًا، وما يتناسب مع أعمار الطلاب، لذلك فلا غرابة أن يسيطر موضوع التغذية المدرسية على حيز واسع من الاهتمام في تلك الدول التي تجعل تنمية الإنسان هي كسب حضارتها.
ولكن!!! الكثير من أولياء الأمور والمعلمين يجهلون الدور المتعاظم الذي يلعبه الغذاء المتوازن والمنتظم في زيادة التركيز واستيعاب الدروس، بالإضافة إلى زيادة النشاط والحيوية، وتقليل الخمول والكسل خاصة بعد وجبة الفطور، أو عدم تناولها بالأصل سواءً لإهمالها أو لعدم وجودها.
تبقى هناك أسئلة مشروعة لوزارة التربية والتعليم، لا يجدي غض الطرف عنها، ما مدى توافر الشروط الصحية في الوجبات المقدمة في المدارس الحكومية على وجه التحديد - المدارس الخاصة فلا يخفى على أحد مدى العناية بها - ثم ما مدى تناسب القيمة الغذائية في تلك الوجبات مع حاجة الجسم؟ هل هناك "دليل غذائي" للوزارة يعنى بتغذية الطلاب إذا تم تصنيعه في المدرسة أو أتى الطالب به من بيته؟ وما هي الحلول والبدائل المقترحة لتحسين الأداء في "البوفيه" المدرسي؟ أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الترف الذهني عند الوزارة.؟
التغذية المدرسية ثقافة ..
إنّ وجبة الفطور هي أول وجبة تستقبلها المعدة طوال اليوم حيث تنتقل المواد الغذائية المهضومة إلى الكبد، وتتحول إلى دم يسرى في العروق، ومنها إلى جميع خلايا الجسم ومن هنا يجب الاهتمام بوجبة الفطور لإمداد الجسم باحتياجاته لتجنيبه ما قد يصيبه من متاعب.
ووجبة الإفطار مهمة لدعم وظائف المخ، وزيادة القدرة على الاستيعاب والأداء الدراسي، ويفضل أن تكون غنية بالكربوهيدرات لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة، لذا يجب الاهتمام بتغذية الطلاب من خلال تنظيم التغذية المدرسية.
كما أن هناك دور مؤثر وفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على أفضل أداء صفي، فقد اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد تم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور، مما يسمح بالإصابة بالإعياء والإجهاد والتعب والضيق وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي سلبًا.
قطعًا التغذية المدرسية لا تُعنى بالأكل فقط، بل بالالتزام بالعادات الغذائية الجيدة، والتخلص من العادات السيئة - ثقافة غذائية - والتي تساهم في نشر التوعية الغذائية لدى أفراد الأسرة ومن ثمّ المجتمع بطريقة سهلة وسريعة وغير مكلفة، عبر هؤلاء نافذة طلاب المدارس، فنجمع بذلك خيرًا وفيرًا.
مميزات الوجبة المدرسية ..
أعني بمميزات الوجبة المدرسية ما يجب أن يتوافر في الغذاء المعروض والمقدم للطلاب سواء كان في المدرسة، أو أتى به الطلاب من المنزل.
يجب أن تكون الوجبة المدرسية على النحو التالي:
أولاً: متنوعة في محتواها من العناصر الغذائية.
ثانياً: عالية في القيمة الغذائية، ومعتدلة في السعرات الحرارية.
ثالثاً: قليلة في محتواها للدهون والأملاح والسكريات.
رابعاً: أن تكون مكملة في محتواها للوجبات الغذائية الأخرى.
خامساً: تسد الجوع ولكن لا تشبع، وقد كان العرب من قديم يقولون: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع".
إرسال تعليق