التعليم نيوز
يكتسب الابناء القدرة علي اتخاذ القرار منذ سن
الالزام المدرسي, وهي مرحلة التميز التي يحدث فيها اكتساب الخبرات من الاسرة والمحيطين بهم والمجتمع المدرسي, ففي هذه المرحلة يحتاج الابناء الي اكتساب الخبرة مع اعطاء المثل الطيب الذي يحتذي به, بالاضافة الي القدرة علي اتخاذ القرار من خلال استخدام المادة واقتناء الاشياء, وهذا يلزم ان يكون هناك ادراك لدي الاسرة لقدره أبنائهم وامكانياتهم الاستيعابية للتصرف في المصروف اليومي المدرسي ويصاحب ذلك عدم التقصير او القهر او العنف او التدليل او فرض الحماية, ويكون ذلك باعطاء الابناء, بالاضافة الي غذائهم اليومي مايعرف بالمصروف الذي يوجهه الابناء لشراء اي شيء يفيدهم او يحتاجون اليه خلال اليوم الدراسي, وينصح الأم بأن توجه النصح والارشاد للابناء للمحافظة علي هذا المصروف وعدم صرفه في اشياء لاتفيد, ممايجعل الابناء يتعودون علي احترام تعليمات الام ويتعلمون القدرة علي التعامل الصحيح مع الماديات مستقبلا.
ويحذر الام من التقصير وعدم الاهتمام بمصروف الابناء اعتمادا علي ان مامعهم من غذاء يساعد علي عدم وجود اي مطالب اخري بجعل الابناء في الم نفسي, وقد يتركون غذاءهم دون استخدام ويعودون به الي المنزل, ويعتبر ذلك احدي علامات الرفض لدي الابناء, بالاضافة الي ان التكرار اليومي لنفس الغذاء يصيب الاطفال بالملل, بالاضافة الي بعض الالام النفسية عندما يرون أن زملاءهم يتناولون انواعا اخري من الطعام ثم شراؤه من المدرسة, ويشعرون بنوع من الاحباط والقهر
ويشير الدكتور فكري عبد العزيز الي ان المصروف وسيلة لكسب الثقة والطمأنينة لدي الابناء, بشرط ألايكون مغالي فيه وعلي حسب مقدرة الاسرة وامكانياتها, وينبه الي ان كثيرا من الاسر تقدم لابنائها الماديات الكثيرة كعملية تعويضيه لانشغال الاسره عنهم مثلا, او محاولة لاسعاد الابناء, ان هذا اسلوب خاطيء لان ذلك يؤدي الي التدليل الزائد وعدم بناء الشخصية مستقبلا, ويميل الطفل ألي الاعتماد علي الغير ويصيبه بالتعالي علي اقرانه ويجعله في المستقبل شخصية غير منتجة لانه يبدد مامعه من مصروف يفوق امكانيات اليوم الدراسي في اشياء لاتنفع وقد تضر, معتمدا علي انه سيحصل علي غيره في اليوم التالي, وينصح محدثنا الأم الي السؤال اليومي للطفل ماذا فعلت وماذا صرفت وماذا اشتريت حتي يكون هناك نوع من التنبيه العقلي لأبنائنا في هذه المرحلة في معرفه قدراتهم علي التصرف السليم في الماديات التي حصلوا عليها, بالاضافة الي وجود علاقة طيبه بين الاسرة وبين المجتمع المدرسي لإيجاد حوار متصل عن سلوك الابناء خلال مرحلة الدراسة وتصرفاتهم وان ينظر بجدية الي التقرير المقدم من رواد الفصل المدرسي وان تلتزم الأم بتوجيهات الادارة المدرسية من اجل مصلحة الابناء.
ويشير الدكتور الي أنه في مرحلة الطفولة المتأخرة, اي من بداية المرحلة الاعدادية الي انه يجب ان يكون المصروف اسبوعيا او شهريا وليس يوميا, حتي يكتسب الابناء القدرة علي التحكم في الماديات حسب قدرته ومطالبه اليومية خلال اسبوع او شهر ويساعد ذلك الأبناء علي القدرة علي التحكم في السلوك في هذا الاتجاه مع تنمية القدرات من خلال المكافأة التي يحصل عليها عندما يحسن التصرف, وهذا الدافع يساعد جميع الابناء علي اكتساب قدرة الادخار والتوفير لفترات قادمة, وقد يساعد هذا علي التعود علي شراء مستلزماتهم الخاصة الجديدة من مصروفهم كبعض الأدوات المدرسية المطلوبة او وسائل ترويحيه او المشاركة في انشطة مدرسية معتمدا علي هذا الدخل الثابت من الاسرة, بالاضافة الي اعتماد الطفل علي نفسه في اتخاذ القرار تحت المجهر الاسري والرعاية المدرسية.
ويطلب من الأم ان تواجه الابناء بسلوكهم اليومي وماقاموا به خلال اليوم الدراسي دون قهر أو خوف وتعطيهم الامان في المواجهة حتي لايلجأ الابناء الي اساليب الكذب.
ويؤكد الدكتورفكري عبد العزيز في النهاية ان المصروف المدرسي ليس بكثرته, ولكن حسب امكانيات كل اسرة علي عدم المغالاة فيه, وذلك من اجل اكتساب الأبناء صفة الاهتمام والقدرة علي التصرف واستحواذ الاشياء المهمة مع شعوره بالأمان الصحي النفسي بين زملائه.
إرسال تعليق